نام کتاب : زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد نویسنده : القزويني، السيد محمد كاظم جلد : 1 صفحه : 220
التوديع ـ كانت
تجاوزت حدود الوصف والبيان.
فالأحزان قد بلغت منتهاها ، والقلق
والاضطراب قد بلغ أشده ، والعواطف قد هاجت هيجان البحار المتلاطمة ، والدموع
متواصلة تتهاطل كالمطر ، وأصوات البكاء لا تنقطع ، والقلوب ملتهبة ، بل مشتعلة ،
والهموم والغموم متراكمة مثل تراكم الغيوم.
فبعد أن قتل جميع أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام وبنو هاشم ، ولم يبق من الرجال أحد ،
عزم الإمام على لقاء الله تعالى ، وعلى ملاقاة الأعداء بنفسه المقدسة ، فأقبل إلى
المخيم للوداع ، ونادى : « يا سكينة ويا فاطمة ، يا زينب ويا أم كلثوم : عليكن مني
السلام ، فهذا آخر الإجتماع ، وقد قرب منكن الإفتجاع!
فقال لها : « يا نور عيني كيف لا يستسلم
للموت من لا ناصر له ولا معين ، ورحمة الله ونصرته لا تفارقكم في الدنيا والآخرة ،
فاصبري على قضاء الله ولا تشكي ، فإن الدنيا فانية ، والآخرة باقية.
قالت : أبه ردنا إلى حرم جدنا رسول الله؟
نام کتاب : زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد نویسنده : القزويني، السيد محمد كاظم جلد : 1 صفحه : 220