كما وفدت عليه جمهرة أخرى من الشيعة وهي
ترفع له تعازيها الحارّة وتواسيه بمصابه العظيم.
حيرة الشيعة :
وتحيّرت الشيعة كأشدّ ما تكون الحيرة في
شؤون الإمامة بعد وفاة الإمام الرضا عليهالسلام
، فقد كان سنّ الإمام الجواد ست سنين وأشهر [٢]
ممّا أدّى إلى اضطراب بعضهم ووقوع النزاع في صفوفهم فقد رأى بعضهم أنّ من كان بهذا
السن لا يكون إماماً ، وإنّ الإمامة لابدّ أن يتقلّدها الرجل الكبير ، واجتمع فريق
من الشيعة في بيت من بيوتهم ، وكان من بينهم الريّان بن الصلت ، ويونس ، وصوفان بن
يحيى ، ومحمد بن حكيم وعبد الرحمن بن الحجّاج ، وخاضوا مسألة الإمامة فجعلوا يبكون
فقال لهم يونس : دعوا البكاء حتى يكبر هذا الصبي ـ يعني الإمام الجواد ـ فردّ عليه
الريّان بن الصلت قائلاً :
( إن كان أمر من الله جلّ وعلا ، فابن
يومين مثل ابن مائة سنة ، وإن لم يكن من عند الله فلو عمّر الواحد من الناس خمسة
آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة أو بعضه ، وهذا ممّا ينبغي أن ينظر
فيه .. ) [٣].
وكان هذا هو الجواب الحاسم المركّز على
الواقع المشرق الذي تذهب إليه