نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 54
وجماعة من آل أبي
طالب ، يأمرهم بالحضور عنده فلمّا مثلوا أمامه نعى إليهم الإمام ، وأظهر لهم الحزن
الشديد والأسى العميق وقام معهم إلى جثمان الإمام فأطلعهم عليه وأنّه لم يُضرب
بسيف أو يُطعن برمح ثمّ خاطب الجثمان العظيم قائلاً :
( يعزّ عليّ يا أخي أن أراك في هذه
الحالة ، وقد كنت آمل أن أقدم قبلك فأبى الله إلاّ ما أراد .. ) [١].
تجهيز الجثمان العظيم :
وقام المأمون بتجهيز جثمان الإمام فغسله
، وأدرجه في أكفانه وكتب إلى جميع أنحاء خراسان للفوز بتشييعه.
وهرع الناس بجميع طبقاتهم إلى تشييع
جثمان الإمام ، فكان يوماً مشهوداً لم تشهد خراسان بمثله ، وتقدّم المأمون أمام
النعش وجعل يخاطب الجثمان ليسمعه الناس قائلاً :
( أي المصيبتين عليّ أعظم فقدي إيّاك أم
اتّهام الناس لي .. ).
في مقرّه الأخير :
وجيئ بالجثمان تحت هالة من التهليل
والتكبير ، فواراه المأمون في مقرّه الأخير بجوار هارون الرشيد ، وقد وارى أنصع
صفحة من صفحات الرسالة الإسلامية التي أمدّت الناس بعناصر الوعي والفكر .. لقد دفن
الإمام في تلك البقعة الطاهرة ، وأصبح مرقده الشريف في خراسان مناراً للكرامة
الإنسانية وهو أعزّ حرم وأمنعه في الإسلام ، فما يعرف الناس ضريحاً لولي من أولياء
الله له مثل تلك الحشمة والعزّة