responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 40

وقال إبراهيم بن العباس :

( ما رأيت الرضا يسأل عن شيء قطّ إلا علم ، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأول إلى وقته وعصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء فيجيب فيه ، وكان كلامه وجوابه وتمثّله انتزاعات من القرآن ، وكان يختمه في كلّ ثلاثة أيام ويقول : لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمته ، ولكن ما مررت بآية قطّ إلاّ فكّرت فيها ، وفي أي شيء نزلت وفي أي وقت فلذلك صرت أختمه في كلّ ثلاثة أيام .. ) [١].

لقد كان الإمام الرضا عليه‌السلام من عمالقة الفكر والعلم في الإسلام ، وهو ممّن صنع للمسلمين حياتهم العلمية والثقافية ، والتحدّث عن قدراته العلمية يستدعي دراسة خاصة ومطوّلة عسى أن نوفّق لها إن شاء الله.

عبادته :

وكان الإمام الرضا عليه‌السلام من أعبد الناس ، وأخلصهم في طاعته لله ، وما ترك نافلة من النوافل ولا مستحباً من المستحبات ، وقد فعل كلّ ما يقرّبه إلى الله زلفى ، وقد حدّث رجاء بن أبي الضحاك عن مدى عبادته ، وكان قد رافق الإمام في سفره من يثرب إلى خراسان ، قال : والله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله تعالى منه ، ولا أكثر ذكراً لله في جميع أوقاته منه ولا أشدّ خوفاً لله عزّ وجلّ منه ... ) [٢].

لقد أخلص الإمام الرضا في عبادته وطاعته لله كأعظم ما يكون الإخلاص فقد خُلِق للطاعة وخُلِق للعبادة ، وتجرّد عن مباهج الدنيا وزينتها واتّجه صوب الله تعالى.

هيبته :

أمّا هيبته فكانت تعنو لها الجباه ، فقد بدت عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك ،


[١] عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ١٨٠.

[٢] عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ١٧٩.

نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست