لقد كان عارياً من العلم ، والفضل ،
وعارياً من كل صفة شريفة يستحق بها منصب الخلافة في الإسلام التي هي أخطر منصب
يناط به إقامة الحق والعدل بين الناس ، هذه بعض الصفات الماثلة فيه.
بغضه
للعرب :
وكان المعتصم شديد الكراهية والبغض
للعرب وقد بالغ في إذلالهم والاستهانة بهم فقد أخرجهم من الديوان وأسقط أسماءهم ،
ومنعهم العطاء كما منعهم الولايات [٢].
ولاؤه
للأتراك :
كان المعتصم يكنّ في أعماق نفسه خالص
الولاء والحب للأتراك ، فقد أخذ يستعين بهم في بناء دولته ، ويعود السبب في ذلك
إلى أن أمه ( ماردة ) كانت تركية فكان يحكي الأتراك في طباعهم ونزعاتهم ، وقد بعث
في طلبهم من فرغانة ، واشروسنة واستكثر منهم [٣]
وقد بلغ عددهم في عهده سبعين ألفاً ، وقد حرص المعتصم على أن تبقى دماؤهم متميزة
فجلب لهم نساءً من جنسهم فزوجهم بهن ، ومنعهم من الزواج بغيرهن [٤] وقد ألبسهم أنواع الديباج ، والمناطق
الذهبية [٥]
وقد