نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 249
كرامة للإمام :
وأجمع المؤرّخون والرواة على أنّ الإمام
لمّا خرج من بغداد متوجّهاً إلى يثرب جرت له في أثناء الطريق كرامة ، ولنترك الشيخ
المفيد يحدّثنا عنها قال : لمّا توجّه أبو جعفر عليهالسلام
من بغداد إلى المدينة ومعه أمّ الفضل خرج الناس يشيّعونه ، ولمّا صار إلى شارع باب
الكوفة انتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد ، وكان في صحنه
نبقة لم تحمل بعد فدعا بكوز فيه ماء فتوضّأ في أصل النبقة ، وقام عليهالسلام فصلى بالناس صلاة المغرب ، فقرأ في
الأولى منها الحمد وإذا جاء نصر الله وقرأ في الثانية الحمد ، وقل هو الله ، وقنت
قبل ركوعه فيها ، وصلى الثالثة وتشهّد وسلم ، ثمّ جلس هنيئة يذكر الله جلّ اسمه ،
وقام من غير أن يعقب فصلى النوافل أربع ركعات ، وعقب تعقيبها ، وسجد سجدتي الشكر
ثمّ خرج فلمّا انتهى إلى النبقة رآها الناس وقد حملت حملاً حسناً ، فتعجّبوا من
ذلك ، وأكلوا منه فوجدوا نبقاً حلواً لا عجم له ، وودّعوه ومضى من وقته [١].
إنّ الله تعالى قد منح أئمة أهل البيت
من الكرامات والمعاجز ما لا يحصى كما منح جدّهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليؤمن بهم الناس ، ويلتجأوا إليهم في
السرّاء والضرّاء ، فيجعلوا منهم وسائط إلى الله تعالى.
أمّ الفضل تشكو
الإمام إلى أبيها :
وشاء الله تعالى أن تحرم أمّ الفضل الذرية
من الإمام الجواد عليهالسلام7
فاضطرّ الإمام عليهالسلام
إلى أن يتسرّى ببعض الإماء ممّن لها دين ، فرزقه الله منها الذرية الصالحة ،
فتميّزت أمّ الفضل غيظاً ، ورفعت رسالة إلى أبيها تشكو فيها صنع الإمام معها ،
فأجابها المأمون : ( يا بنيّة إنا لم نزوجك أبا جعفر لنحرّم عليه حلالاً فلا
تعاودي لذكر
[١] الإرشاد : ص ٣٦٤
، أخبار الدول : ص ١١٦ ، وسائل الشيعة : ج ٤ ص ١٠٥٩.
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 249