نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 235
سُئل أحسن أن يجيب.
ثمّ إن كان ذكر الأقسام الممكنة واجباً
فلِمَ يستوف الأقسام ، وإن لم يكن واجباً فلا حاجة إلى ذكر بعضها ، فإنّ من جملة
الأقسام أن يقال : متعمّداً كان أو مخطئاً ، وهذا التقسيم أحقّ بالذكر من قوله :
عالماً كان أو جاهلاً ، فإنّ الفرق بين المتعمّد والمخطئ ثابت بالإثم باتّفاق
الناس ، وفي لزوم الجزاء في الخطأ نزاع مشهور ، فقد ذهب طائفة من السلف والخلف إلى
أنّ المخطئ لا جزاء عليه ، وهو أحد الروايتين عن أحمد ، قالوا : إنّ الله قال : (
ومن قتله منكم متعمّداً فجزاء مثل ما قتل من النعم ) فخصّ المتعمّد بوجوب الجزاء ،
وهذا يقتضي أنّ المخطئ لا جزاء عليه ، لأنّ الأصل براءة ذمّته ، والنصّ إنّما وجب
على المتعمّد ، فبقي المخطئ على الأصل ، ولأنّ تخصيص الحكم بالمتعمّد يقتضي
انتفاءه عن المخطئ فإنّ هذا مفهوم صفة في سياق الشرط ، وقد ذكر الخاصّ بعد العامّ
، فإنّه إذا كان الحكم يعمّ النوعين كان قوله : ( وَمَن قَتَلَهُ
مِنكُم مُتَعَمِّداً )
فزاد اللفظ ، ونقص المعنى ، وكان هذا ممّا يصان عنه كلام أدنى الناس حكمة فكيف
كلام الله الذي هو خير الكلام وأفضله ، وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه
، والجمهور القائلون : بوجوب الجزاء على المخطئ يثبتون ذلك بعموم السنّة والآثار ،
وبالقياس على قتل الخطأ في الآدمي ، ويقولون : إنّما خصّ المتعمّد بالذكر لأنّه
ذكر من الأحكام ما يخصّ به المتعمّد وهو الوعيد لقوله : ( لِيَذُوقَ
وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللهُ
مِنْهُ )
فلمّا ذكر الجزاء والانتقام كان المجموع مختصاً بالمتعمّد ولم يلزم أن يثبت بعضه
مع عدم العمد ، ومثل هذا قوله : ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ
في الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خَفْتُمْ
أن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ )
فإنّه أراد بالقصر قصر العدد وقصر الأركان ، وهذا القصر الجامع للنوعين متعلّق
بالسفر والخوف ، ولا يلزم من الاختصاص بمجموع
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 235