نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 230
من العباسيين إلى
العلويين ، وبعد مداولة الحديث ، ومناقشة الأمر من جميع جهاته ، أجمع رأيهم على
الاجتماع بالمأمون ، وإبداء المعارضة التامّة لما أقدم عليه.
اجتماع العباسيّين
بالمأمون :
وهرع إلى البلاط العباسي الأدنون من
المأمون من العباسيين ، وقد نخر الحزن قلوبهم وساد فيهم صمت رهيب ، وانبروا إلى
المأمون فقالوا له :
( ننشدك الله يا أمير المؤمنين أن تقيم
على هذا الأمر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا ، فإنّا نخاف أن تُخرج عنّا
أمراً قد ملّكناه الله ، وتنزع منّا عزّاً ألبسناه ، فقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء
القوم قديماً وحديثاً ، وما كان عليه الخلفاء الراشدون من تبعيدهم ، والتصغير بهم
، وقد كنا في وهلة من عملك مع الرضا ما علمت ، حتى كفانا الله المهمّ من ذلك ،
فالله الله ، أن تردّنا إلى غم قد انحسر عنّا ، واصرف رأيك عن ابن الرضا ، واعدل
إلى ما تراه من أهل بيتك يصلح لذلك دون غيره .. ).
ووضع العباسيون أمام المأمون النقاط
الحسّاسة المثيرة للعواطف ، فقد نبّهوه بأحقاد آبائه وعدائهم للعلويّين ، وما صنعه
بهم الخلفاء السابقون من تبعيدهم عن مراكز الحكم ، وما صبّوه عليهم من صنوف
التنكيل والتعذيب وليس له أن يشذّ عن سنّة آبائه وسيرتهم فإنّه يشكّل بذلك خطراً
على أسرته ، ولم يعن المأمون بذلك وراح يفنّد ما قالوه ، قائلاً :
( أمّا ما بينكم وبين آل أبي طالب فأنتم
السبب فيه ، ولو أنصفتم القوم لكانوا أولى بكم ، وأمّا ما كان يفعله من قبلي بهم ،
فقد كان به قاطعاً للرحم ، وأعوذ بالله من ذلك ، والله ما ندمت على ما كان منّي من
استخلاف الرضا ، ولقد سألته أن يقوم بالأمر ، وأنزعه عن نفسي فأبى ، وكان أمر الله
قدراً مقدوراً ، وأمّا أبو جعفر محمد بن
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 230