نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 221
عاش الإمام أبو جعفر محمد الجواد عليهالسلام معظم حياته في عهد المأمون ، ولم يلبث
بعده إلاّ قليلاً حتى وافاه الأجل المحتوم .. ويرى بعض المؤرّخين أنّ المأمون كان
يكنّ له أعظم الودّ وخالص الحبّ ، فزوّجه من ابنته أم الفضل ، ووفرّ له العطاء
الجزيل ، وكان يحوطه ، ويحميه ويخشى عليه عوادي الدهر ، ويضنّ به على المكروه ،
وكان يصرّح أنّه يبغي بذلك الأجر من الله ، وصلة الرحمة التي قطعها آباؤه ، وفيما
أحسب أنّ ذلك التكريم لم يكن عن إيمان بالإمام أو إخلاص له ، وإنّما كان لدوافع
سياسية ، نعرض لها في البحوث الآتية.
وعلى أيّ حال فلابدّ لنا من وقفة قصيرة
لدراسة حياة المأمون ، والوقوف على اتجاهاته الفكرية والعقائدية ، والنظر فيما صدر
منه من تكريم للإمام عليهالسلام
فإنّ ذلك ممّا يرتبط ارتباطاً موضوعيّاً في البحث عن حياة الإمام أبي جعفر عليهالسلام ، وفيما يلي ذلك :
نزعات المأمون وصفاته :
من أبرز نزعات المأمون وصفاته ما يلي :
أ ـ الدهاء :
ولم تعرف الدبلوماسية الإسلامية في
العصر العباسي من هو أذكى من المأمون ، ولا من هو أدرى منه في الشؤون السياسية
العامّة فقد كان سياسياً من الطراز الأول ، فقد استطاع بحدّة ذكائه ، وقدراته
السياسية أن يتغلّب على كثير من الأحداث
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 221