نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 206
والخروج عن الموضوع
لتحدّثنا عنها بالتفصيل .. إلى هنا ينتهي بنا الحديث عن الحياة السياسية في عصر
الإمام الجواد عليهالسلام.
الحياة الاقتصادية :
وجهد الإسلام على تطوير الحياة
الاقتصادية وازدهارها ، واعتبر الفقر كارثة مدمّرة يجب القضاء عليه بكافة الطرق
والوسائل ، وألزم ولاة الأمور والمسؤولين أن يعملوا جاهدين على تنمية الاقتصاد
العام ، وزيادة دخل الفرد ، وبسط الرخاء والرفاهية بين الناس ليسلم المسلمون من
الشذوذ والانحراف الذي هو ـ على الأكثر ـ وليد الفقر والحرمان ، وكان من بين ما
عنى به أنّه حرّم على ولاة الأمور إنفاق أموال الدولة في غير صالح المسلمين ،
ومنعهم أن يصطفوا منها لأنفسهم وأقربائهم ، ومن يمتّ إليهم ، ولكن ملوك بني العباس
قد جافوا ما أمر به الإسلام في هذا المجال فاتّخذوا مال الله دولاً وعباد الله
خولاً ، وأنفقوا أموال المسلمين على شهواتهم وملاذهم من دون أن يتحرّجوا في ذلك ،
وقد أدّت هذه السياسية الملتوية إلى أزمات حادّة في الاقتصاد العام ، فقد انقسم
المجتمع إلى طبقتين : الأولى الطبقة الراقية في الثراء التي لا عمل لها إلاّ
التبطّل واللهو ، والأخرى الطبقة الكادحة التي تزرع الأرض ، وتعمل في الصناعة ،
وتشقى في سبيل أولئك السادة من أجل الحصول على فتات موائدهم ، وترتّب على فقدان
التوازن في الحياة الاقتصادية انعدام الاستقرار في الحياة السياسية والاجتماعية
على السواء [١]
ونحدّث ـ بإيجاز ـ عن شؤون الحياة الاقتصادية في ذلك العصر :
واردات الدولة :
أما واردات الدولة الإسلامية في العصر
العباسي الذي عاش فيه الإمام أبو جعفر