responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 203

ياللرجال لداء لا دواء له

وقائد ذي عمى يقتاد عميانا

ويقول دعبل الخزاعي :

ألم تر للأيام ما جر جورها

على الناس من نقض وطول شتات

ومن دول المستهترين ومن غدا

بهم طالباً للنور من الظلمات

وقال سديف :

إنّا لنأمل أن ترتد الفتنا

بعد التباعد والشحناء والإحن

وتنقضي دولة أحكام قادتها

فينا كأحكام قوم عابدي وثن

ولمّا سمع الطاغية المنصور بهذين البيتين كتب إلى عامله عبد الصمد أن يدفنه حيّاً ففعل [١].

لقد انهارت الأماني التي كانت تأمل بها الشعوب الإسلامية ، وتبدّدت أحلامهم إلى سراب ، فقد كان الحكم العبّاسي قائماً على الجبروت والطغيان ، ومتعطّشاً إلى سفك الدماء ، وربّما كانت معالم الحياة السياسية في العهد الأموي خيراً منها بكثير في العهد العباسي الأوّل فقد كانت لبني أمية من الفواضل ما لم تكن للمنصور الدوانيقي السفاك على حدّ تعبير الإمام الصادق عليه‌السلام.

اضطهاد العلويّين :

واضطهدت أكثر الحكومات العباسية رسمياً العلويين ، وقابلتهم بمنتهى القسوة والشدّة ، وقد رأوا من العذاب ما لم يروه في العهد الأموي وأوّل من فتح باب الشر والتنكيل بهم الطاغية فرعون هذه الأمة المنصور الدوانيقي [٢] وهو القائل : ( قتلت من ذريّة فاطمة ألفاً أو يزيدون وتركت سيّدهم ومولاهم جعفر بن محمد ) [٣] وهو


[١] العمدة لابن رشيق : ج ١ ص [٧٥] ٧٦.

[٢] تاريخ الخلفاء للسيوطي : ص ٢٦١.

[٣] الأدب في ظلّ التشيّع : ص ٦٨.

نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست