نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 193
الفتنة بين الأمين
والمأمون :
لعلّ من أبرز الأحداث السياسية التي جرت
في عصر الإمام محمد الجواد عليهالسلام
هي الفتنة الكبرى التي وقعت بين الأمين والمأمون ، وأدّت إلى إشعال نار الحرب
بينهما ، وقد كلّفت المسلمين ثمناً باهضاً وذلك بما بذلوه من الدماء وإزهاق
الأنفُس في سبيل استقرار المُلك والسلطان لأحدهما وقبل أن نعرض إلى ذكر هذه
الأحداث نُشير ـ بإيجاز ـ إلى بعض شؤون الأمين وأحواله :
صفات الأمين :
ولم تكن في الأمين أيّة صفة كريمة يستحق
بها هذا المنصب الخطير في الإسلام ، فقد أجمع المترجمون له على أنّه لم يتّصف بأية
نزعة شريفة ، وإنما قلّده الرشيد منصب الخلافة نظراً لتأثير زوجته السيدة زبيدة
عليه وفيما يلي بعض صفاته.
١ ـ كراهته
للعلم :
كان الأمين ينفر من العلم ، ويحتقر
العلماء ، وكان أمّياً لا يقرأ ولا يكتب [١]
وإذا كان بهذه الصفة كيف قلّده الرشيد الخلافة الإسلامية.
٢
ـ ضعف الرأي :
وكان الأمين ضعيف الرأي ، وقد أعطي
المُلك العريض ولم يحسن سياسته ، وقد وصفه المسعودي بقوله : ( كان قبيح السيرة
ضعيف الرأي يركب هواه ، ويهمل أمره ، ويتّكل في جليلات الخطوب على غيره ، ويثق بمن
لا ينصحه ) [٢]
ووصفه الكتبي بقوله : ( وكان قد هانَ عليه القبيح فاتّبع هواه ، ولم ينظر في شيء
من عقباه.