نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 187
إنفاذ ما يختار من
العلوم القديمة المخزونة ، المدّخرة ببلد الروم فأجابه إلى ذلك بعد امتناع ، فأخرج
المأمون لذلك جماعة منهم الحجّاج بن مطر وابن البطريق وسلم صاحب بيت الحكمة وغيرهم
، فأخذوا ممّا وجدوا ، فلما حملوه إليه أمرهم بنقله فنقل .. ) [١].
وقد ساعدت تلك الكتب المترجمة على نمو
الفكر العربي ، وساهمت في تطور العلوم في البلاد الإسلامية فقد اشتغل الكثيرون من
المسلمين في تفسيرها إلى الناشئة العلمية.
المعاهد والمكتبات
وأنشأت الحكومة العباسية في بغداد
المدارس والمعاهد لتدريس العلوم الإسلامية وغيرها ، فقد أنشئت فيها حوالي ثلاثون
مدرسة ، وما فيها من مدرسة إلاّ ويقصر القصر البديع عنها ، وأعظمها وأشهرها
النظامية [٢].
كما أسّست فيها المكتبات العامة التي
كان منها مكتبة بيت الحكمة ، فقد نقل إليها الرشيد مكتبته الخاصة ، وأضاف إليها من
الكتب ما جمعه جدّه المنصور وأبوه المهدي ، وفي عهد المأمون طلب من أمير صقلية بعض
الكتب العلمية والفلسفية ، فلمّا وصلت إليه نقلها إلى مكتبة بيت الحكمة ، كما جلب
إليها من خراسان الكثير من الكتب ، وكان حيث ما سمع بكتاب جلبه لها ، وظلّت هذه
الخزانة التي هي من أثمن ما في العالم قائمة يرجع إليها البحّاث وأهل العلم فلمّا
استولى السفّاك المغول على بغداد سنة ( ٦٥٦ هـ ) عمد إلى إتلافها ، وبذلك فقد خسر
العالم الإسلامي أعظم تراث له.