نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 179
أما عصر الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام ، فقد كان من أزهى العصور الإسلامية
وأروعها ، فقد تميّز في نهضته العلمية وحضارته الفكرية ، وقد ظلّ المسلمون وغيرهم
أجيالاً وقروناً يعيشون على موائد الثروات الفكرية والعلمية التي أسّست في ذلك
العصر.
ولابدّ لنا من الحديث ـ بإيجاز ـ عن
معالم الحياة في عصر الإمام عليهالسلام
فقد أصبحت دراسة العصر من المباحث المنهجية التي لا غِنى للباحث عنها لأنّها تكشف عن
أبعاد الشخصية ، وتدلّل على مناحيها الفكرية ، وسائر اتجاهاتها ، وفيما يلي عرض
لذلك :
الحياة الثقافية :
أما الحياة الثقافية في ذلك العصر
فتعتبر من أبرز معالم الحياة في العصور الإسلامية على الإطلاق ، فقد ازدهرت
الحركات الثقافية ، وانتشر العلم انتشاراً واسعاً ، وتأسّست المعاهد الدراسية ،
وانتشرت المكاتب العامة ، وأقبل الناس بلهفة على طلب العلم ، يقول نيكلسون : (
وكان لانبساط رقعة الدولة العباسية ، ووفرة ثروتها ، ورواج تجارتها أثر كبير في
خلق نهضة ثقافية لم يشهدها الشرق من قبل ، حتى لقد بدا أنّ الناس جميعاً من
الخليفة إلى أقل أفراد العامة شأناً غدوا فجأة طلاّباً للعلم أو على الأقل أنصاراً
للأدب ، وفي عهد الدولة العباسية كان الناس يجوبون ثلاث قارّات سعياً
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 179