و الأيّام حتى يجتمع أمر هذه الامّة على رجل واسع السرم، ضخم
البلعوم، يأكل و لا يشبع، لا ينظر اللّه إليه، و لا يموت حتى لا يكون له في السماء
عاذر، و لا في الأرض ناصر، و إنّه لمعاوية[1]،
و إنّي عرفت انّ اللّه بالغ أمره[2]، ثمّ قام
إلى المسجد و قال: يا سفيان، إنّي سمعت عليّا عليه السلام يقول: سمعت رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله يقول: يرد عليّ الحوض من أهل بيتي و من أحبّني من أمّتي
كهاتين- يعني السبّابتين-.
يا سفيان، إنّ الدنيا
تسع البرّ و الفاجر حتى يبعث اللّه إمام الحقّ من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله.
قال: و سار معاوية حتى
نزل النخيلة و جمع الناس فخطبهم خطبة طويلة قبل أن يدخل الكوفة، من جملتها انّه
قال: ما اختلفت أمّة بعد نبيّها إلّا ظهر [أهل][3] باطلها على أهل حقّها، ثمّ انتبه
فندم، فقال: إلّا هذه الامّة، ثمّ قال: ألا إنّ كلّ شيء أعطيته الحسن تحت قدمي
هذه، و كان و اللّه غدّارا لعنة اللّه عليه.
[خطبة معاوية في
النخيلة قبل دخوله الكوفة]
و قيل: إنّ معاوية صلّى
بالناس الجمعة بالنخيلة، ثمّ خطب و قال: إنّي و اللّه ما قاتلتكم لتصلّوا و لا
لتصوموا و لا لتحجّوا و لا لتزكّوا، إنّكم لتفعلون ذلك، و لكن إنّما قاتلتكم
لأتأمّر عليكم، فأعطاني اللّه ذلك و أنتم كارهون. فأيّ تهتك أعظم
[1] كتاب الفتن لنعيم بن حمّاد: 1/ 116 ح 267،
الاختصاص: 82، اختيار معرفة الرجال:
111- 112 ح 178، الملاحم و الفتن:
24 ب 14، النهاية لابن الأثير: 2/ 362، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4/ 108،
و ج 16/ 44- 45، لسان العرب: 12/ 286، البداية و النهاية: 6/ 220، كنز العمّال:
11/ 348- 349 ح 31708، البحار: 33/ 217 ضمن ح 492، و ج 44/ 23- 24 ح 7 و ص 60 ضمن
ح 7.