روي أنّه لمّا هلك يزيد
عليه اللعنة، و ولده معاوية، و مات مروان أيضا، و كان عبيد اللّه بن زياد لعنه
اللّه قد لحق بالشام لمّا مات يزيد- و قصّته مشهورة- خوفا من أهل الكوفة، فأرسله
عبد الملك بن مروان في جيش كثيف إلى العراق، و تشايع بتوجّهه أهل الكوفة و العراق،
و كان منهم جماعة من أبرار الشيعة قد حبسهم عبيد اللّه بن زياد، فلمّا مضى إلى
الشام كسروا الحبس، و تعاهدوا على قتال ابن زياد لعنه اللّه.
[ظهور المختار بالكوفة
و مطالبته بثأر الحسين عليه السلام]
روى شيخنا أبو جعفر
الطوسي رضي اللّه عنه في أماليه، قال: ظهر المختار بن عبيد اللّه الثقفي رحمه
اللّه بالكوفة ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة مضت[1] من ربيع الآخر سنة ستّ
و ستّين من الهجرة، فبايعه الناس على كتاب اللّه و سنّة رسوله صلّى اللّه عليه و
آله و الأخذ بثأر الحسين عليه السلام، و الطلب بدمه و دماء أهل بيته عليهم السلام،
و الدفع عن الضعفاء، فقال الشاعر في ذلك:
و كان ابن الزبير قد
تولّى على مكّة، و بايعه الناس، فأرسل إلى الكوفة بعبد اللّه بن مطيع، فلمّا نهض
المختار رضي اللّه عنه خرج عبد اللّه و أصحابه منهزمين، و أقام المختار بالكوفة
إلى المحرّم سنة سبع و ستّين، ثمّ عمل[3]
على إنفاذ الجيوش إلى ابن زياد، و كان اللعين بأرض الجزيرة، فصيّر على شرطه