جعلنا اللّه و إيّاكم في
هذا اليوم ممّن جلّت مصيبته، و عظمت رزيّته، و تصاعدت زفرته، و تقاطرت عبرته، جزعا
لواقعة سيّده و ابن سيّده، و معتقده و ابن معتقده، و ممّن اطّلع اللّه على حقيقة
أمره، و باطنه و سرّه، فوجده لا مزيد على إخلاصه، فألحقه بدرجة أوليائه و خواصّه،
الّذين نوّه بذكرهم في كتابه المكنون، بقوله: وَ لا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ[2].
اللّهمّ أحسن في هذا
اليوم عزاءنا، و ضاعف جزاء خلتنا، و ارحم استكانتنا، فإنّا عائذون بقبر أمينك و
ابن أمينك، أفضل من اريق دمه في نصرة دينك، مستمسكين بالهدى الّذي جاءنا به من
عندك، مقرّين بالحقّ الّذي خبّرنا به عنك.
اللّهمّ و إذ حرمنا
لشقوتنا، و لم تختم لنا بالسعادة العظمى في دنيانا و آخرتنا، إذ لم نكن ممّن اريق
دمه في نصرته، محامين عنه و عن عترته،