و احزن لحزننا، و عليك بولايتنا، فلو أنّ أحدا أحبّ حجرا لحشر
معه يوم القيامة[1].
[كلام للمؤلّف رحمه
اللّه]
فيا إخواني، أ في غفلة
أنتم من هذا اليوم المعكوس الّذي ابتلى به العالم المركوس بذرّيّة نبيّهم الأطهار،
و عترته الأبرار، الّذين أوجب اللّه مودّتهم، و ألزم محبّتهم؟ كيف اقتطفوا ببيض
الظبا رءوسهم، و اختطفوا بسمر القنا نفوسهم، و تركوا تلك الوجوه الّتي طال ما
قبّلها الرسول، و أكرمتها البتول، و ناغاها جبريل، و أوجب حقّها الجليل، يسار بها
على أطراف الرماح، مخضّبا شيبها بدم الجراح، و النسوة اللاتي يعدّون الوصيّ و
الزهراء أبا و امّا، و النبيّ و الطيّار جدّا و عمّا، على أقتاب الجمال اسارى، و
بين الأعداء حيارى، لا شفيق يجيب دعوتهنّ، و لا رفيق يسكّن روعتهنّ.
فهذا كان جزاء فضل
نبيّهم عليهم، و رأفته لديهم أن يبدّلوا نعمة اللّه كفرا، و أن يحلّوا بنبيّه حسدا
و غدرا.
فاستشعروا و تنبّهوا
رحمكم اللّه في هذا اليوم شعار الأحزان، و أفيضوا الدموع المقرحة للأجفان، فإنّه
يوم المصيبة الكبرى، و الواقعة العظمى، و عزّوا نبيّكم المصطفى، و إمامكم المرتضى،
و سيّدتكم الزهراء، بهذا الرزء الّذي أبكى ملائكة السماء، و اهتزّ له عرش المليك
الأعلى، قائلين: يا سيّد الأنبياء، و يا خاتم الأصفياء، هذا سبطك منبوذ بالعراء،
هذا سبطك محزوز الرأس من القفا، هؤلاء بناتك اسارى يسار بها إلى الأعداء.
[أبيات للصنوبري]
يا خير من لبس النبو
وة من جميع الأنبياء
[1] أمالي الصدوق: 112 ح 5، عيون أخبار الرضا عليه
السلام: 1/ 299، عنهما البحار: