ذاك صدّيق النبيّ
الأكبر، و وصيّه الأطهر، أبي شبير و شبّر، المسمّى بحيدر، و ما أدراك ما حيدر؟ هو
الكوكب الأزهر، بل القمر الأنور، الّذي فضائله في فاتحة الذكر مذكورة، و مناقبه في
أمّ الكتاب مسطورة.
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ[1] في سورة البقرة بفضله
قاطعة، و في آل عمران رجالا و نساء لشرف رجاله و نسائه خاضعة، و وجوه المحامد
مصروفة إلى مائدة إنعامه، و أعراف أنفاله، و البراءة من النار لا تكتب إلّا للمخلص
بولائه و ولاء آله، و يونس في الظلمات دعى ربّه بجاهه و حقّه، و هود يوم الطاغية توسّل
بإخلاصه و صدقه، و نجّى به يوسف من كيد إخوته لمّا أرعدوا و أبرقوا، وَ أَلْقُوهُ
فِي غَيابَتِ الْجُبِ[2] و بينه و بين
أبيه فرّقوا، و صارت النار بردا و سلاما على إبراهيم لكونه في صلبه، و لا جلس من
حجر إلّا من حرّها، و أَتى أَمْرُ اللَّهِ[3] إليه بوجوب حبّه.
و كشف الجليل سبحانه
ليلة الاسراء لنبيّه الحجب من الملكوت الأعلى حتى شاهد من وراء الحجب جلال بهجته،
و أنزل عليه الكتاب وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً[4] بفرض إمامته، و
ضربه مثلا كابن مريم فأذعن من أذعن، و صدّ