و النعمان بن بشير و أبي برزة الأسلمي ممّن سمع و رأى إكرام
الرسول صلّى اللّه عليه و آله له و لأخيه، و كذلك جميع أرباب الملل المختلفة من
اليهود و النصارى، و ناهيك مقال حبر اليهود و رسول ملك الروم لما شاهداه و هو ينكت
ثنايا الحسين عليه السلام بالقضيب- كما ذكر- و لم يكن أحد من المسلمين في جميع
البلاد راض بفعله إلّا من استحكم النفاق في قلبه من شيعة آل أبي سفيان، بل كان
أكثر أهل بيته و نسائه و بني عمّه غير راضين بذلك.
[أبيات لعبد الرحمن بن
الحكم في هجاء ابن زياد، و ما دار بين يزيد لعنه اللّه و بين أبي برزة صاحب رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله]
روي أنّ عبد الرحمن بن
الحكم أخو مروان بن الحكم كان حاضرا عند يزيد لمّا وضع رأس الحسين عليه السلام بين
يديه و عرضت عليه سبايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فجعل عبد الرحمن يقول:
فقال له يزيد: سبحان
اللّه! أ في مثل هذا الموضع تتكلّم بهذا؟ أ ما يسعك السكوت؟[3]
و روي أنّه لمّا وضع رأس
الحسين بين يدي يزيد فجعل ينكت ثنايا الحسين بالقضيب و يقول: لقد كان أبو عبد
اللّه حسن المضحك، فأقبل إليه أبو برزة صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
كان حاضرا في مجلسه، و قال: