responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 391

عليهما السلام، فصعد و بالغ في سبّ أمير المؤمنين و الحسين عليهما السلام، و المدح لمعاوية و يزيد.

فصاح به عليّ بن الحسين عليه السلام: ويلك أيّها الخاطب، اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فتبوّأ مقعدك من النار.

و لقد أحسن من قال:

أعلى المنابر تعلنون بسبّه‌

و بسيفه نصبت لكم أعوادها؟[1]

[خطبة زين العابدين عليه السلام‌]

و روي: أنّ عليّ بن الحسين عليه السلام لمّا سمع ما سمع من الخاطب لعنه اللّه قال ليزيد: اريد أن تأذن لي أن أصعد المنبر فأتكلّم بكلمات فيهنّ للّه رضا و لهؤلاء الجلساء أجر، فأبى يزيد.

فقال الناس: يا أمير المؤمنين ائذن فليصعد، فلعلّنا نسمع منه شيئا.

فقال: إنّه إن صعد لم ينزل إلّا بفضيحتي و بفضيحة آل أبي سفيان.

فقيل له: و ما قدر ما يحسن هذا؟

فقال: إنّه من أهل بيت قد زقّوا العلم زقّا.

قال: فلم يزالوا به حتّى أذن له، فصعد المنبر[2]، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثمّ‌


[1] الملهوف على قتلى الطفوف: 219.

[2] في« ح»: حكي عن الشعبي الحافظ لكتاب اللّه عزّ و جلّ أنّه قال: استدعاني الحجّاج بن يوسف يوم الأضحى فقال لي: أيّها الشيخ أيّ يوم هذا؟ فقلت: هذا يوم الأضحى، قال: بم يتقرّب به الناس في مثل هذا اليوم؟ فقلت: بالأضحية و الصدقة و أفعال البرّ و الخير.

فقال: اعلم أنّي قد عزمت اليوم أن اضحّي برجل حسيني.

قال الشعبي: فبينما هو يخاطبني إذ سمعت من خلفي صوت لسلسلة و حديد فخشيت أن ألتفت فيستخفني، و إذا قد مثل بين يديه رجل علوي و في عنقه سلسلة و في رجليه قيد من حديد، فقال له الحجّاج: أ لست فلان بن فلان؟. قال: نعم.

فقال له: أنت القائل إنّ الحسن و الحسين من ذرّيّة رسول اللّه؟

قال: ما قلت و ما أقول، و لكنّي قلت و أقول: إنّ الحسن و الحسين ولدا رسول اللّه و فرخاه، و إنّهما دخلا في ظهره و خرجا من صلبه على رغم أنفك يا حجّاج.

قال: و كان الملعون مستندا فصار جالسا و قد اشتدّ غيضه و غضبه و انتفخت أوداجه حتّى تقطّعت أزرار بردته فدعا ببردة غيرها فلبسها، ثم قال للعلويّ: يا ويلك إن لم تأتني بدليل من القرآن يدلّ على انّ الحسن و الحسين ولدا رسول اللّه دخلا في ظهره و خرجا من صلبه و إلّا لأصلبنّك و لأقتلنّك في هذا الحين أشرّ قتلة، و إن أتيتني بدليل يدلّ على ذلك أعطيتك هذه البدرة الّتي بيدي و خلّيت سبيلك.

قال الشعبي: و كنت حافظا لكتاب اللّه تعالى كلّه و أعرف وعده و وعيده، و ناسخه و منسوخه، فلم تخطر على بالي آية تدلّ على ذلك، فحزنت في نفسي يعزّ و اللّه عليّ ذهاب هذا الرجل العلوي.

قال: فابتدأ الرجل يقرأ الآية فقال: بسم اللّه الرحمن الرحيم، فقطع عليه الحجّاج قراءته و قال: لعلّك تريد أن تحتجّ عليّ بآية المباهلة.[ و هي قوله تعالى: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ‌ سورة آل عمران: 61].

فقال العلوي: هي و اللّه حجّة مؤكّدة معتمدة، و لكنّي آتيك بغيرها، ثمّ ابتدأ يقرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى‌ وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ- وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى‌[ سورة الأنعام: 84- 85] و سكت فقال له الحجّاج: فلم لا قلت و عيسى أنسيت عيسى؟

فقال: نعم صدقت يا حجّاج، فبأيّ شي‌ء دخل عيسى في صلب نوح عليه السلام‌[ و ليس له أب؟ فقال له الحجاج: انه دخل في صلب نوح‌] من حيث امّه، فقال العلوي: و كذلك الحسن و الحسين دخلا في صلب رسول اللّه من امّهما فاطمة الزهراء.

قال: فبقي الحجّاج كأنّما ألقي حجر في فيه.

فقال له الحجّاج: ما الدليل على أنّ الحسن و الحسين إمامان؟ فقال العلويّ: يا حجّاج، لقد ثبتت لهما الامامة بشهادة الرسول في حقّهما لأنّه قال في حقّهما:« ولداي هذان إمامان فاضلان إن قاما و إن قعدا، تميل عليهما الأعداء فيسفكون دماءهما و يسبون حرمهما» و لقد شهد لهم النبيّ بالإمامة أيضا فقال:« ابني هذا- يعني الحسين- إمام ابن إما أخو إمام أبو أئمّة تسعة». فقال الحجّاج: يا علويّ و كم عمر الحسين في دار الدنيا؟

فقال: ثماني و خمسون سنة. فقال له: و في أيّ يوم قتل؟

قال: اليوم العاشر من المحرّم بين الظهر و العصر.

فقال: و من قتله؟

فقال: يا حجّاج، لقد جنّد الجنود ابن زياد بأمر اللعين يزيد لعنه اللّه، فلمّا اصطفّت العساكر لقتاله فقتلوا حماته و أنصاره و أطفاله و بقي فريدا، فبينما هو يستغيث فلا يغاث، و يستجير فلا يجار، يطلب جرعة من الماء ليطفئ بها حرّ الظمأ، فبينما هو واقف يستغيث إلى ربّه إذ جاءه سنان فطعنه بسنانه، و رماه خولي بسهم ميشوم فوقع في لبته، و سقط عن ظهر جواده إلى الأرض يجول في دمه، فجاءه الشمر لعنه اللّه فاجتزّ رأسه بحسامه و رفعه فوق قناته، و أخذ قميصه إسحاق الحضرمي، و أخذ سيفه قيس النهشلي، و أخذ بغلته حارث الكندي، و أخذ خاتمه زيد بن ناجية الشعبي، و أحاط القوم بخبائه، و عاثوا في باقي أثاثه، و أسبوا حريمه و نساءه.

فقال الحجّاج: هكذا جرى عليهم يا علوي، و اللّه لو لم تأتني بهذا الدليل من القرآن و بصحّة إمامتهما لأخذت الّذي فيه عيناك، و لقد نجّاك اللّه تعالى ممّا عزمت عليه من قتلك، و لكن خذ هذه البدرة لا بارك اللّه لك فيها؛ فأخذها العلوي و هو يقول: هذا من عطاء ربّي و فضله لا من عطائك يا حجّاج، ثمّ إنّ العلويّ بكى و جعل يقول:

\sُ صلّى الإله و من يحفّ بعرشه‌\z و الطيّبون على النبيّ الناصح‌\z\E\sُ و على قرابته الّذين نهضوا\z بالنائبات و كلّ خطب فادح‌\z\E\sُ طلبوا الحقوق فابعدوا عن دارهم‌\z و عوى عليهم كلّ كلب نائح‌\z\E[ المنتخب للطريحي: 491- 493].

نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست