و جدي عليهنّ لا تخمدي، و يا زفراتي لما نالهنّ لا تبردي، فلو
أنّي نظرت بعيني مسير رواحلهنّ، و شاهدت عديد سبائهنّ لوضعت أكفّي لأكفّ مطاياهنّ
موطئا، بل خدّي، و لبذلت في خلاصهنّ غاية جهدي و جدّي، و لجاهدت القائد و السائق،
و للعنت الناظر و الرامق، و لاستغثت بصوت يفصح عمّا ضمت عليه جوانحي من غصّتي، و
لناديت بأنّه ينبىء عن عظيم رزيّتي و مصيبتي، و لحثوت التراب على ترائبي و رأسي،
و لأضرمت الخافقين بتصاعد زفراتي و أنفاسي، و لشققت قلبي بعويلي إلى جيبي، و لصدعت
الصمّ الرواسخ بنديبي و تحريبي، منشدا بلسان حالي، موضحا عمّا في بالي: