[إرسال السبايا و رءوس الشهداء إلى الشام بأمر يزيد لعنه اللّه]
و أمّا يزيد فلمّا قرأ
كتاب ابن زياد أرسل إليه يأمره بحمل رأس الحسين عليه السلام و رءوس أصحابه و من
قتل معه، و أمره بحمل أثقاله و نسائه و عياله و أطفاله، فاستدعى ابن زياد بمحفّر
بن ثعلبة العائذي[2] و سلّم
إليه الرءوس و الاسارى و النساء و معهم عليّ بن الحسين و أخواته و عمّاته و جميع
نسائه إلى يزيد، فسار بهم محفّر حتّى دخل الشام كما يسار بسبايا الكفّار، و يتصفّح
وجوههم أهل الأقطار[3].
[نزول آدم و نوح و
إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و نبيّنا و جبريل عليهم السلام و تقبيلهم الرأس الشريف
و البكاء عليه في مسير السبايا إلى الشام]
و روى سيّدنا فخر العترة
و جمال الاسرة عليّ بن موسى بن جعفر بن طاوس الحسني رضي اللّه عنه عن ابن لهيعة و
غيره حديثا أخذنا منه موضع الحاجة، قال: كنت أطوف بالبيت و إذا أنا برجل يقول:
اللّهمّ اغفر لي و ما أراك فاعلا.
فقلت: يا عبد اللّه،
اتّق اللّه و لا تقل مثل هذا، فلو أنّ ذنوبك مثل قطر الأمطار[4] و ورق الأشجار و
استغفرت اللّه لغفر لك، فإنّه غفور رحيم.