ثمّ تنادى[1] رجال الحيّ
حتى التأم[2] منهم تسعون
رجلا فأقبلوا يريدون الحسين عليه السلام، و خرج رجل في ذلك الوقت من الحيّ يقال له
[فلان][3] ابن عمرو
حتى صار إلى عمر بن سعد فأخبره بالحال، فدعا ابن سعد برجل من أصحابه يقال له
الأزرق الشامي- و هو الّذي قتله و بنيه قاسم بن الحسن عليه السلام واحدا بعد
واحد-، فضمّ إليه أربعمائة فارس و وجّه [به][4]
نحو حيّ بني أسد، فبينا اولئك القوم قد أقبلوا يريدون عسكر الحسين عليه السلام في
جوف الليل إذ استقبلتهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات، و بينهم و بين عسكر الحسين
النهر[5]، فناوش
القوم بعضهم بعضا و اقتتلوا قتالا شديدا، و صاح حبيب بن مظاهر بالأزرق: ويلك مالك
و مالنا؟ انصرف عنّا و دعنا يشقى بنا غيرك[6]،
فأبى الأزرق أن يرجع، و علمت بنو أسد أنّه لا طاقة لهم بالقوم فانهزموا راجعين إلى
حيّهم، ثمّ إنّهم ارتحلوا في جوف الليل خوفا من ابن سعد أن يبيّتهم، و رجع حبيب بن
مظاهر إلى الحسين عليه السلام فخبّره بذلك.
فقال عليه السلام: لا
حول و لا قوّة إلّا باللّه.
[معجزة للحسين عليه
السلام باستخراج الماء العذب بعد أن أضرّ به و بأصحابه العطش]
قال: و رجعت خيل ابن سعد
حتى نزلوا على شاطئ الفرات، فحالوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء، و أضرّ العطش
بالحسين و أصحابه، فأخذ الحسين