[ارتحال الحسين عليه السلام عن زبالة و خطبته في الناس يخبرهم
باستشهاد مسلم و هانئ و قيس بن مسهر]
و ورد الخبر بقتل قيس
على الحسين عليه السلام و هو بزبالة، و كان قد تبعه خلق كثير من المنازل الّتي كان
يمرّ بها لأنّهم كانوا يظنّون استقامة الأمر له صلوات اللّه عليه.
فلمّا سار من زبالة قام
في الناس خطيبا، فقال: إنّ أهل الكوفة وثبوا على مسلم بن عقيل و هانئ بن عروة
فقتلوهما و قتلوا قيس بن مسهر[1]، فمن أحبّ
منكم أن ينصرف فلينصرف من غير حرج، ليس عليه منّا ذمام، فتفرّق الناس عنه و أخذوا
يمينا و شمالا حتى بقي في أصحابه الّذين جاءوا معه من المدينة[2]، و إنّما أراد أن يصحبه إنسان إلّا
على بصيرة.
ثمّ سار عليه السلام حتى
بقي على مرحلتين من الكوفة، فقال رجل من القوم: اللّه أكبر.