فيا من يعنّفني بسبّهم،
و يؤفّفني بثلبهم، و يعيبني بعيبتهم، و يخطئني بتخطئتهم، و يعيّرني و يتجسّس على
عوراتي، و يسلك مسلكهم في التفحّص عن زلّاتي، لا تلمني على ما صدر منّي، و لا
تفنّدني و تصدعني، فلا بدّ للملآن أن يطفح، و للصوفي عند غلبة الحال أن يشطح، فمهد
لقاعدة نظمي و نثري عذرا، و لا ترهقني من أمري عسرا.
أ ما سمعت أخبار آبائهم
الأوّلين؟ أ ما رأيت آثار أسلافهم الأقدمين؟
جدّل الوصيّ في جامعهم،
و طعن الزكيّ بين مجامعهم، و قتل ابن عقيل لدى منازلهم، و الاجلاب على السبط
الشهيد بقبائلهم و قنابلهم، و سبي ذراريه على أقتاب رواحلهم، هو الّذي أطلق لساني
بما وصفت، و أجرى بناني بما صغت