responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 207

و أتصلّف عن مطاعمهم، حذرا من مننهم، و تقصّيا عن نعمتهم، كما قال الأوّل:

فلا ذا يراني واقفا في طريقه‌

و لا ذا يراني جالسا عند بابه‌

فنصبوا حبائل حسدهم قصدا لوقوعي، و أوفوا قواتل سمومهم ليجتاحوا أصلي و فروعي، و أطلعني ربّي على فساد ضمائرهم، و خبث سرائرهم، فاتّخذت الليل سترا، و فصلت عن قراري سرّا، قد أذهل الخوف لبّي، و أرجف الوجل قلبي، ملتفتا إلى ما خلفي، قد أحال الفرق لوني و غيّر وضعي، قائلا:

رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‌[1]، و لا تجعلني فتنة للقوم الكافرين‌[2]، عامدا أفضل مشهد، و أكرم مرقد، و خير صعيد، و أفخر شهيد، سيّد الشهداء، و أشرف أولاد الأنبياء، صاحب كربلاء، حتى إذا استقرّت فيّ الدار، و أمنت البوار، خمدت مسراي عند الصباح، و جعلت مثواي حضرة خامس الأشباح، و اتّخذت بلدته موطنا و مستقرّا، و نزلا مستمرّا، و هلمّ جرّا، و تلوت: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‌[3].

[قصيدة للمؤلّف رحمه اللّه في الحسين عليه السلام‌]

و لمّا سئمت صحبتهم، و قلوت جبلتهم، جعلت أشرح ما صدر لي عنهم، و اوضح ما تمّ عليّ منهم، بسحر حلال من شعري، و راتق زلال من نثري.

فمن جملة ذلك أبيات من جملة قصيدة مطوّلة قلتها حين فررت، و نظمت فيها ما ذكرت، و أوردت ما تمّ على السيّد المجيد، و السبط الشهيد، عليه أفضل الصلوات، و أكمل التحيّات:

كربلا كم فيك من شيب خضي

بدم النحر و كم هام نقيف‌


[1] سورة القصص: 21.

[2] اقتباس من الآية: 85 من سورة يونس.

[3] سورة الإسراء: 1.

نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست