و قوله عليه السلام: فمنهم المنكر للمنكر بيده و لسانه و
قلبه، فذلك المستكمل لخصال الخير.
ثمّ قال بعد كلام يجري
مجرى ذلك: و ما أعمال البرّ كلّها و الجهاد في سبيل اللّه عند الأمر بالمعروف و
النهي عن المنكر إلّا كنفثة[1] في بحر
لجّيّ، و إنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل، و لا ينقصان من
رزق، و أفضل من ذلك كلّه كلمة عدل عند سلطان[2]
جائر[3].
و عن أبي جحيفة، قال:
سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إنّ أوّل ما تغلبون عليه[4] من الجهاد [الجهاد][5] بأيديكم، ثم بألسنتكم، ثمّ بقلوبكم،
فمن لم يعرف بقلبه معروفا، و لم ينكر منكرا، قلب[6] فجعل أعلاه أسفله[7].
[خروج الحسين عليه
السلام إلى مكّة]
قال: ثمّ طوى الحسين
عليه السلام الكتاب و ختمه بخاتمه و دفعه إلى أخيه محمد، ثمّ ودّعه و خرج في جوف
الليل[8] يريد مكّة
في جميع أهل بيته، و ذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ستّين، فلزم الطريق
الأعظم،