و ذكر الامام أحمد بن
أعثم الكوفي انّ معاوية لمّا حجّ حجّته الأخيرة ارتحل من مكّة، فلمّا صار بالأبواء
و نزلها قام في جوف الليل لقضاء حاجته، فاطّلع في بئر الأبواء، فلمّا اطّلع فيها
اقشعرّ جلده و أصابته اللقوة في وجهه، فأصبح و هو لما به مغموم، فدخل عليه الناس
يعودونه، فدعوا له و خرجوا من عنده، و جعل معاوية يبكي لما قد نزل به.
فقال له مروان بن الحكم:
أ جزعت يا أمير المؤمنين؟
فقال: لا يا مروان، و
لكنّي ذكرت ما كنت عنه عزوفا، ثمّ إنّي بكيت في إحني، و ما يظهر للناس منّي، فأخاف
أن يكون عقوبة عجّلت لي لما كان من دفعي حقّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و ما
فعلت بحجر بن عديّ و أصحابه، و لو لا هواي من يزيد لأبصرت رشدي، و عرفت قصدي.
[1] سقط من الأصل- ما بعد هذا- مقدار صفحة واحدة
أو صفحتين، و لعلّ القصيدة لم تنته بعد.