نام کتاب : ترجمة الإمام الحسين ومقتله(ع) نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 74
قال : وخرج القاسم بن حسن بن علي وهو
غلام عليه قميص ونعلان فانقطع شسع نعله اليسرى فحمل عليه [٦٠ / أ ] عمرو بن سعيد
الأزدي فضربه فسقط ونادى : يا عمّاه ، فحمل عليه الحسين فضربه فاتّقاها بيده
فقطعها من المرفق فسقط.
وجاءت خيل الكوفيين ليحملوه ، وحمل
عليهم الحسين فجالوا ووطؤوه حتى مات ،
ووقف الحسين على القاسم فقال : عزّ على
عمّك أن تدعوه فلا يجبيك ، أو يجبيبك فلا ينفعك ، يوم كثر واتره وقلّ ناصره ، وبعداً
لقوم قتلوك.
ثم أمر به فحُمل ورجلاه تخطان الأرض حتى
وضع مع علي بن حسين.
وعطش الحسين فاستسقى ـ وليس معهم ماء ـ
فجاءه رجل بماء فتناوله ليشرب فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فيه فجعل يتلقّى
الدم بيده ويحمد الله.
وتوجّه نحو المسنّاة يريد الفرات ، فقال
رجل من بني ابان بن دارم : حولوا بينه وبينه الماء ، فعرضوا فحالوا بينه وبين
الماء وهوأمامهم ، فقال حسين : اللّهم اظمه.
ورماه الأباني بسهم فاثبته في حنكه ، فانتزع
السهم وتلقّى الدم فملأ كفّه ، وقال : اللّهم انّي أشكو إليك ما فعل هؤلاء.
فما لبث الأباني إلاّ قليلاً حتى رئي
وانّه ليؤتى بالقلة أو العسّ ان كان ليروى عدّة فيشربه فإذا نزعه عن فيه قال : اسقوني
فقد قتلني العطش ! فما زال بذلك حتى مات.
وجاء شمر بن ذي الجوشن فحال بين الحسين
وبين قتله فقال الحسين :
رحلي لكم عن ساعة مباح فامنعوه من ... لكم
وطغامكم [ ٦٠ / ب ] وكونوا في دنياكم أحرارا إذا لم يكن لكم دين.
فقال شمر : ذلك لك يابن فاطمة.
قال : فلمّا قُتل أصحابه وأهل بيته بقي
الحسين عامة النهار لا يقدم عليه أحد إلاّ انصرف حتى أحاطت به الرجّالة ، فما
رأينا مكثوراً قطّ أربط جأشاً منه ،
نام کتاب : ترجمة الإمام الحسين ومقتله(ع) نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 74