نام کتاب : ترجمة الإمام الحسين ومقتله(ع) نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 56
فلمّا صار الوليد إلى منزله قالت له
امراته أسماء بنت عبدالرحمان بن الحارث بن هشام : أسببت حسينا ؟! قال : هو بدأ
فسبّني ! قالـت : وان سبّك تسبّه ؟! وان سبّ أباك تسبّ أباه ؟!
وخرج الحسين وعبدالله بن الزبير من
ليلتهما إلى مكة ، فاصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد ! وطُلب الحسين وابن الزبير
فلم يُوجدا ، فقال المسوّر بن مخرمة : عجّل أبو عبدالله ، وابن الزبير الآن يلفته
ويزجيه إلى العراق ليخلو [ ٤٩ / ب ] بمكة.
فقدما مكة ، فنزل الحسين دار العباس بن
عبدالمطّلب ، ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري وجعل يحرّض الناس على بني
اُميّة.
وكان يغدو ويروح إلى الحسين ويشير عليه
أن يقدم العراق ! ويقول : هم شيعتك وشيعتك أبيك.
وكان عبدالله بن عباس ينهاه عن ذلك ، ويقول
: لا تفعل. وقال له عبدالله بن مطيع [١]
: أي فداك أبي واُمّي متّعنا بنفسك ، ولا تسر إلى العراق ، فوالله لئن قتلك هؤلاء
القوم ليتّخذنا خولاً وعبيداً.
[١] ترجم ابن سعد في
الطبقات ٥ : ١٤٤ لعبدالله بن مطيع هذا ، وقال :
أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدّثني
عبدالله بن جعفر بن أبي عون ، قال : لما خرج حسين بن علي من المدينة يريد مكة مرّ بابن
مطيع وهو يحفر بئره ، فقال له : أين فداك أبي واُمّي ؟ قال : أردت مكة ... وذكر له
انّه كتب إليه شيعته بها ، فقال له ابن مطيع : انى فداك أبي واُمي ، متعنا بنفسك
ولا تسر إليهم ، فأبي حسين ، فقال له ابن مطيع : إنّ بئَري هذه قد رشحتها وهذا
اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء ، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة ، قال
: هات من مائها ، فاتي من مائها في الدلو فشرب منه ثمّ مضمض ثمّ ردّه في البئر
فأعذب وأمهي.
حدّثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا
محمد بن عمر ، عن عبدالله ، عن أبيه ، قال : مرّ حسين بن علي على ابن مطيع وهو ببئره
قد انبطها ، فنزل حسين عن راحلته فاحتمله ابن مطيع احتمالاً حتى وضعه على سريره ، ثمّ
قال :