responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) نویسنده : الطبري، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 397

قلَّ يارسول الله عن صفيتك صبري وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي [١] ، إلاّ إنّ في التأسّي لي بسنتك والحزن الذي حلّ لي لفراقك موضع تعزّي ، ولقد وسّدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك [٢] على صدري وغمضتك بيدي وتولّيت أمرك بنفسي ، نعم وفي كتاب الله أنعم القبول ، إنّا لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست [٣] الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء.

يارسول الله ، أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد [٤] ، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار [٥] الله لي دارك التي فيها [ أنت ] [٦] مقيم ، كمد [٧] مقيح [٨] وهمّ مهيج ، سرعان ما فرّق بيننا والى الله أشكوا ، وستنبئك ابنتك بتظاهر امّتك عليَّ وعلى هضمها [٩] حقها ، فاستخبرها الحال ، فكم من غليل [١٠] معتلج [١١] بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلاً ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.

سلام عليك يارسول الله سلام مودع لا سأم ولا قال ، فان أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد الله الصابرين ، والصبر أيمن وأجمل ، ولولا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاماً ، والتلبّث عنده معكوفاً [١٢] ، ولأعولت أعوال [١٣] الثكلى على جليل الرزية ، فبعين الله تدفن ابنتك سرّاً ، ويهتضم حقّها قهراً ، وتمنع [ ارثها ] [١٤] جهراً ، ولم يطل العهد ولن يخلق منك الذكر ، فالى الله يارسول الله المشتكى وفيك أجمل العزاء ، فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته » [١٥].


[١] التجلّد : القوّة.

[٢] فاضت نفسه : خرجت روحه.

[٣] التخالس : التسالب.

[٤] السهود : قلّة النوم.

[٥] أو يختار : أي إلى أن يختار.

[٦] من الأمالي.

[٧] الكمد : الحزن الشديد.

[٨] في الأمالي : كمد منيخ.

[٩] الهضم : الظلم.

[١٠] الغليل : حرارة الجوف.

[١١] اعتلجت الأمواج : التطمت.

[١٢] عكفه : حبسه.

[١٣] الأعوال : رفع الصوت بالبكاء.

[١٤] من الأمالي.

[١٥] رواه الشيخ في أماليه ١ : ١٠٨ ، عنه البحار ٤٣ : ٢١١ ، أورد ذيله الكليني في الكافي

نام کتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) نویسنده : الطبري، عماد الدين    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست