نام کتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) نویسنده : الطبري، عماد الدين جلد : 1 صفحه : 349
يتعرض لما يكره ،
ويلك يادعيّ ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم ، فقال له أبو بكر : قد
سمعت كلامك والله حسيبك ، فقال له : إخرج قبحك الله والله لئن بلغني ان هذا
الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربن عنقك ، ثم التفت إلي فقال لي : ياكلب ،
وشتمني وقال : إياك ثم إياك ان تظهر هذا فانه إنما خيّل لهذا الشيخ الأحمق
شيطان يلعب به في منامه ، اُخرجا عليكما لعنة الله وغضبه.
فخرجنا وقد آيسنا من الحياة ، فلما وصلنا
إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره ، فلمّا أراد أن يدخل منزله
التفت إليَّ وقال : إحفظ هذا الحديث واثبته عندك ولا تحدثنّ هؤلاء الرعاع [١]
ولكن حدّث به أهل العقول والدين » [٢].
٤٣ ـ حدّثنا محمّد
بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، قال :
« حضر الرضا عليهالسلام مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في
مجلسه جماعة من علماء [ أهل ] [٣]
العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا
الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)[٤] فقالت العلماء : أراد الله عزّ وجلّ بذلك الاُمّة كلّها ، فقال المأمون : ما تقول ياأبا الحسن ؟ فقال الرضا عليهالسلام
: لا أقول كما قالوا ولكنّي أقول : أراد الله عزّ وجلّ بذلك العترة
الطاهرة ، فقال المأمون : فكيف عنى العترة من دون الاُمّة ؟ فقال الرضا عليهالسلام : انه لو أراد الاُمّة كلّها لكانت أجمعها في الجنّة ، لقول الله تبارك وتعالى : (فَمِنْهُمْ
ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَٰلِكَ هُوَ
الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)[٥]
، ثم جمعهم كلّهم في الجنّة فقال : (جَنَّاتُ
عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ) ، فصارت الوارثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم ، فقال المأمون : مَن العترة الطاهرة ؟