نام کتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) نویسنده : الطبري، عماد الدين جلد : 1 صفحه : 346
الحسين بن علي بن
فاطمة بنت رسول الله ، وكان موسى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع أرض الحائر
وحرثها وزرع الزرع فيها ، فانتفخ موسى حتى كاد ان ينقد ، ثم قال : وما أنت
وذا ؟ قال : أسمع حتى أخبرك :
إعلم اني رأيت في منامي كأني خرجت إلى
قومي بني غاضرة ، فلمّا صرت بقنطرة الكوفة اعترضني خنازير عشرة تريدني
فاغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني ، فمضيت لوجهي ، فلما
صرت إلى شاهي ضللت الطريق ورأيت هناك عجوزاً ، فقالت لي : أين تريد أيها
الشيخ ؟ قلت : اُريد الغاضرية فقالت
لي : تنظر هذا الوادي ، فانك إذا أتيت إلى آخره اتضح لك الطريق ، فمضيت
وفعلت ذلك ، فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك ، فقلت : من
أين أنت أيها الشيخ ؟ فقال لي : أنا من أهل هذه القرية ، فقلت : كم تعدّ من
السنين ؟
فقال : ما أحفظ مما مضى من سني ، ولكن
أبعد ذكري إني رأيت الحسين بن علي عليهماالسلام
ومن كان معه
من أهله ومن تبعه يمنعون الماء الذي تراه ولا يمنع الكلاب ولا الوحوش شربه ،
فاستعظمت ذلك فقلت له : ويحك أنت رأيت هذا ؟ قال : إي والذي سَمَك السماء
لقد رأيت هذا أيها الشيخ وعاينته وأنت وأصحابك الذين تعينون على ما قد
رأينا ، فما أقرح عيون المسلمين إن كان في الدنيا مسلم.
فقلت : ويحك وما هو ؟ قال : حيث لم
تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه ، فقلت : ما أجرى إليه ؟ قال : أيكرب قبر ابن بنت النبي صلىاللهعليهوآله
ويحرث أرضه ؟ فقلت : وأين القبر ؟ قال : هاهو ذا انت واقف في أرضه ، فأما القبر فقد عمي عن ان يعرف موضعه.
قال أبو بكر بن عياش : وما كنت رأيت
القبر قبل ذلك الوقت قط ولا أتيته في طول عمري ، فقلت : فمن لي بمعرفته ، فمضى معي الشيخ حتى وقف بي على حائر [١]
له باب وآذن
، وإذا جماعة كثيرة على الباب ، فقلت للآذن : اُريد الدخول على ابن بنت
رسول الله ، فقال : لا تقدر على الوصول في هذا الوقت ، قلت : ولم ؟ قال :
هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمّد رسول الله ومعهما جبرئيل