نام کتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) نویسنده : الطبري، عماد الدين جلد : 1 صفحه : 276
فقال له : ياأبا
الحسن اما أن تركب واما أن تنصرف ، فان الله أمرني أن تركب إذا ركبتُ وتمشي
إذا مشيتُ وتجلس إذا جلستُ إلاّ أن يكون حداً من حدود الله لابد لك من
القيام والقعود فيه ، وما أكرمني الله بكرامة إلاّ وقد أكرمك بمثلها ،
وخصني
بالنبوة والرسالة وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب اُموره.
والذي بعث محمداً بالحق نبياً ما آمن بي
من أنكرك ، ولا أقرّ بي من جحدك ولا آمن بالله من كفر بك ، وان فضلك لمن فضلي وان فضلي لك فضل ، وهو قول ربي عزّ وجلّ : (قُلْ
بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ
مِّمَّا يَجْمَعُونَ)[١]
، ففضل الله نبوة نبيكم و « رحمته » ولاية علي بن أبي طالب ، « فبذلك » قال
بالنبوة والولاية ، « فليفرحوا » يعني الشيعة ، « هو خير مما يجمعون »
يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا.
والله ياعلي ما خلقت إلاّ لتعبد ربك
وليعرف بك معالم الدين ويصلح بك دارس السبيل ، ولقد ضلّ من ضلّ عنك ولن يهتد [٢]
الى الله عزّ وجلّ من لم يهتد إليك وإلى ولايتك ، وهو قوله عزّ وجلّ : (وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ)[٣] ،
يعني الى ولايتك ، ولقد أمرني ربي
تبارك وتعالى أن افترض من حقك ما افترضه من حقي ، وان حقك لمفروض على من
آمن بي ولولاك لم يعرف حزب الله وبك يعرف عدو الله ومن لم يلقه بولايتك لم
يلقه بشيء.
ولقد أنزل الله عزّ وجلّ إلي : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) يعني في ولايتك ياعلي ، (وَإِن
لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)[٤] ،
ولو لم ابلغ ما اُمرت به من ولايتك لحبط عملي ، ومن لقي الله عزّ وجلّ
بغير ولايتك فقد حبط عمله وغداً ينجز لي ، وما أقول إلاّ قول ربي تبارك
وتعالى ، وان الذي أقول لمن الله عزّ وجلّ أنزله فيك » [٥].