نام کتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) نویسنده : الطبري، عماد الدين جلد : 1 صفحه : 218
« صلّى بنا رسول الله صلاة العصر ،
فلمّا : انفتل جلس في قبلته والناس حوله فبينما هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب [ عليه ] [١] سمل قد تهلل [٢] واخلق [٣] ، وهو لا
يكاد يتمالك كبراً وضعفاً [٤].
فأقبل عليه رسول الله يستجليه [٥]
الخبر ، فقال الشيخ : يا نبي الله أنا
جائع الكبد فاطعمني وعاري الجسد فاكسني وفقير فارشيني ، فقال : ما أجد لك
شيئاً ولكن الدالّ على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل من يحبّ الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله يؤثر الله على نفسه ، انطلق إلى حجرة فاطمة ، وكان بيتها
ملاصق بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله الّذي ينفرد
به لنفسه من أزواجه.
و [ قال ] [٦] : يابلال قم فقف به على منزل فاطمة ،
فانطلق الاعرابي مع بلال فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلىٰ صوته :
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف
الملائكة ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل عن عند رب العالمين ، فقالت
فاطمة : وعليك السلام ، من أنت يا هذا ؟ قال : شيخ من العرب أقبلت على أبيك
سيّد البشر مهاجراً من شقّة بعيدة ، وأنا يابنت محمّد عاري الجسد جائع
الكبد فواسيني رحمك الله.
وكان لفاطمة وعلي ورسول الله [٧]صلىاللهعليهوآله
ثلاثاً ما طعموا فيها طعاماً ، وقد علم رسول الله ذلك من شأنهما ، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ [٨] كان ينام عليه الحسن والحسين : فقالت : خذ هذا أيها الطارق فعسى الله أن يرتاح لك [٩] ما هو خير
منه.
[٢] السمل ـ بالتحريك
ـ الثوب الخلق ، قوله : قد تهلل أي الرجل ، من قولهم : تهلل وجهه إذا
استنار وظهر فيه آثار السرور ، أو الثوب كناية عن انخراقه ـ البحار.