قال : فدعا بحقة لؤلؤ فحشا فاه لؤلؤاً
وهكذا فعل بعلي بن هامان لما جلس علي بن موسى عليهماالسلام في الدست
قال له المأمون : ياعلي بن هامان ما تقول في علي بن موسى و( أهل ) [٤]
هذا البيت ؟ فقال يا أمير المؤمنين ما أقول في طينة عجنت [٥] بماء
الحيوان وغرس غُرس بماء الوحي والرسالة هل ينفح منها إلاّ رائحة التقى وعنبر الهدى ، فحشا أيضاً فاه لؤلؤاً.
قال ياسر : خرج علينا علي بن موسى الرضا
عليهالسلام من دار
المأمون [٦]
راكباً بغلة فارهة بمراكب حسنة وعليه ثياب فاخرة ، وكان الرضا عليهالسلام أشبه الناس برسول الله وكل من رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله
في المنام رآه في صورته ، فاستقبله أبو نواس في الدهليز فأنشأ يقول :
مطهّرون نقيّات جيوبهم
تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علوياً حين تنسبه
فما له في قديم الدهر مفتخر
الله لما برى خلقاً فأتقنه
صفاكم واصطفاكم أيّها البشر
فأنتم الملأ الأعلى وعندكم
علم الكتاب وما جاءت به السور
فقال له الرضا عليهالسلام : ياحسن بن هاني قد قلت أبياتاً لم
تسبق إلى مثلها فأحسن الله جزاك ، ثمّ قال لغلامه : كم معنا من النفقة ؟ قال : ثلاثمائة دينار ، قال : احملها
إلى أبي نواس ، فلما رجع الغلام قال له : ياغلام لعله استقلها سق إليه البغلة ».