نام کتاب : بشارة المصطفى(ص) لشيعة المرتضى(ع) نویسنده : الطبري، عماد الدين جلد : 1 صفحه : 114
علي في أغيلمة من
بني هاشم [ و ] [١]
قد اجتمعوا هناك ، فنظر جابر بن عبدالله إليه مقبلاً فقال : هذه مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله
وسمته [٢] فمن أنت
ياغلام ؟ قال : أنا محمّد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر وقال : أنت والله
الباقر عن العلم حقّاً ، اُدن
منّي بأبي أنت ، فدنا منه ، فحلّ جابر أزراره ثمّ وضع يده على صدره فقبله ،
وجعل عليه خدّه ووجهه ، وقال : اقرؤك عن جدّك رسول الله السلام ، وقد
أمرني أن أفعل بك ما فعلت ، وقال صلىاللهعليهوآله
ليّ : يوشك ان تعيش ، وتبقى حتّى تلقى من ولدي من اسمه محمّد بن علي ، يبقر
العلم بقراً ، وقال : انّك تبقى حتّى تعمى ويكشف لك عن بصرك ، ثم قال له :
إئذن لي على أبيك علي بن الحسين عليهالسلام.
فدخل أبو جعفر على أبيه وأخبره الخبر
وقال : انّ شيخاً بالباب وقد فعل بي كيت وكيت ، قال : يا بني ذاك جابر بن عبدالله ، ثم قال له : من بين ولدان أهلك ،
قال لك ما قاله وفعل بك ما فعله ؟ قال : نعم ، قال عليهالسلام
: إنا لله ، انّه لم يقصدك بسوء ولقد أشاط بدمك.
ثم أذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه
قد انضته العبادة ، فنهض علي وسأله عن حاله سؤالاً حثيثاً [٣]
ثم أجلسه بجنبه فأقبل جابر عليه يقول له : يابن رسول الله أما علمت ان الله
انما خلق الجنّة لكم ولمن أحبكم وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا
الجهد الذي كلفته نفسك.
فقال له علي بن الحسين : ياصاحب رسول
الله أما علمت انّ جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد غفر الله
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولم يدع الاجتهاد ، وقد تعبد بأبي هو واُمّي
حتّى انتفخ الساق وورم القدم ، فقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما
تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبداً شكوراً ، فلما نظر جابر
الى علي بن
الحسين ، وانه ليس يغني قول من يستميله من الجهد والتعب الى القصد قال له :
يابن رسول الله ، البقاء [٤]
على نفسك فانك من اُسرة بهم يستدفع البلاء ويكشف