« اركب بنفسي أنت يا أخي ، حتى تلقاهم ، فتقول
لهم : ما بدا لكم ، وما تريدون ؟
.. ».
لقد فدى الإمام عليهالسلام اخاه بنفسه ، وهو مما يدلّ على سموّ
مكانته ، وعظيم منزلته ، وانه قد بلغ قمّة الإيمان ، وأعلى مراتب المتقين ... وأسرع
أبو الفضل نحو الجيش ، ومعه عشرون فارساً من أصحابه ، ومن بينهم زهير بن القين ، وحبيب
بن مظاهر ، وسألهم أبو الفضل عن سبب زحفهم ، فقالوا له :
« جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النزول
على حكمه ، أو نناجزكم ... » [٢].
وقفل العباس إلى أخيه ، فأخبره بمقالتهم
، وراح حبيب بن مظاهر يعظهم ويحذّرهم من عقاب الله قائلاً :
« أما والله بئس القوم يقدمون غداً على
الله عزّ وجلّ ، وعلى رسوله محمد صلىاللهعليهوآله
وقد قتلوا ذريته ، وأهل بيته ، المتهجّدين بالاَسحار ، الذاكرين الله كثيراً
بالليل والنهار ، وشيعته الأتقياء الأبرار .. » [٣].