نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 161
« بلى نصلّي بصلاتك .. ».
وائتمّ الجيش بريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله وبعد الفراغ من الصلاة انصرفوا إلى
اخبيتهم ، ولما حضر وقت صلاة العصر جاء الحرّ مع قومه فاقتدوا بالامام في الصلاة
وبعد الانتهاء منها خطب الإمام الحسين عليهالسلام
خطاباً رائعاً ، فقد قال بعد حمد الله والثناء عليه :
« أيّها الناس : إنّكم إن تتّقوا الله ، وتعرفوا
الحق لأهله يكن أرضى لله ، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء
المدّعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، فان أنتم كرهتمونا ، وجهلتم
حقّنا ، وكان رأيكم الآن على غير ما أتتني به كتبكم انصرفت عنكم
... ».
لقد دعاهم إلى تقوى الله ، ومعرفة أهل
الحقّ ، ودعاة العدل فان في ذلك رضاً لله ونجاة لأنفسهم ، كما دعاهم إلى مناصرة
أهل البيت عليهمالسلام روّاد الشرف
والفضيلة ، ودعاة العدل الاجتماعي في الإسلام ، وهم أولى وأحقّ بولاية أمور
المسلمين من بني أميّة الذين حكموا فيهم بغير ما أنزل الله ، وإذا لم يستجيبوا
لذلك ، وتبدّلت نيّاتهم فانّه ينصرف عنهم إلى المكان الذي جاء منه.
وانبرى إليه الحرّ ، وكان لا يعلم بشأن
الكتب التي بعثتها جماهير أهل الكوفة إلى الإمام فقال له :
« ما هذه الكتب التي تذكرها ؟ .. ».
فأمر الإمام عقبة بن سمعان بإحضارها
فأخرج خرجين مملوئين صحفاً فنشرها بين يدي الحرّ ، فبهر منها ، وجعل يتأمّل فيها ،
وقال للإمام :
« لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ... ».
نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 161