نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 129
يرجون لله وقاراً ، فخف
مسرعاً نحو الإمام فقال له بغيظ :
« ما أقدمك إلى البيت الحرام ؟.. ».
وكأن بيت الله العظيم ملك لبني أميّة ، وليس
هو لجميع المسلمين ، فأجابه الإمام بثقة وهدوء :
« أنا عائذ بالله ، وبهذا البيت ... ».
ورفع الطاغية بالوقت رسالة إلى سيّده
يزيد بن معاوية أحاطه بها علماً بمجيء الامام إلى مكّة ، واختلاف الناس إليه ، والتفافهم
حوله ، وان ذلك يشكّل خطراً على حكومته ، ففزع يزيد كأشدّ ما يكون الفزع حينما قرأ
رسالة الأشدق فرفع في الوقت مذكّرة إلى ابن عباس يتهدّد فيها الحسين على تحرّكه ، ويطلب
منه التدخّل فوراً لإصلاح الأمر وحجب الحسين عن مناهضته ، فأجابه ابن عبّاس برسالة
، نصحه فيها بعدم التعرّض للحسين ، وانه انّما هاجر إلى مكّة فراراً من السلطة
المحلّية في يثرب التي لم ترع مكانته ، ومقامه.
ومكث الإمام عليهالسلام في مكّة ، والناس تختلف إليه ، وتدعوه
إلى إعلان الثورة على الأمويين ، وكانت مباحث الأمن تراقبه أشدّ ما تكون المراقبة
، وتسجّل جميع تحرّكاته ونشاطاته السياسية ، وما يدور بينه وبين الوافدين عليه ، وتبعث
بجميع ذلك إلى دمشق لاطلاع يزيد عليه.
تحرّك الشيعة في الكوفة :
وحينما أشيع هلاك معاوية في الكوفة
أعلنت الشيعة أفراحها بموته وعقدوا مؤتمراً شعبياً في بيت أكبر زعمائهم ، وهو
سليمان بن صرد الخزاعي ، واندفعوا إلى إعلان الخطب الحماسية فيها وقد عرضوا بصورة
نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 129