نام کتاب : الحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 131
الإمام الحسن عليهالسلام في وداع أبي ذر :
« يا عماه ، لولا أنه لا ينبغي للمودع
أن يسكت ، وللمشيع أن ينصرف ، لقصر الكلام ، وإن طال الأسف. وقد أتى من القوم إليك
ما ترى ، فضع عنك الدنيا بتذكر فراغها وشدة ما اشتد منها برجاء ما بعدها ، واصبر
حتى تلقى نبيك صلىاللهعليهوآله
، وهو عنك راض » [١].
تلك هي كلمات الإمام الحسن المجتبى
صلوات الله وسلامه عليه ، وهو يودع مع أبيه ، وأخيه ، وعمه عقيل ، وابن عمه عبد
الله بن جعفر ، وابن عباس ـ أبا ذر ، ذلك الصحابي الجليل ، الذي جاهد وناضل القوم
في سبيل الدين والحق. ولاقى منهم ما لاقى من اضطهاد وإهانة وبلاء ، حتى قضى غريباً
، وحيداً فريداً في « الربذة » : منفاه.
هي كلمات ناطقة بموقفه القائم على أساس
العقيدة والحق ، تجاه تصرفات وأعمال الهيئة الحاكمة : « القوم ».
وهو بكلماته هذه يساهم في تحقيق ما كان
يرمي إليه أبو ذر من أهداف ، حيث كان لا بد من إطلاق الصرخة ، لإيقاظ الأمة من
سباتها ، وتوعيتها على حقيقة ما يجري وما يحدث ، وإفهامها : ان الحاكم لا يمكن أن
يكون أبداً في
[١] شرح النهج
للمعتزلي ج ٨ ص ٢٥٣ والغدير ج ٨ ص ٣٠١ عنه ، وأشار إلى ذلك اليعقوبي في تاريخه ج ٢
ص ١٧٢ وعن : الوافي ج ٣ ص ١٠٧ والبحار ج ٢٢ ص ٤١٢ و ٤٣٦. وراجع أيضاً روضة الكافي
ج ٨ ص ٢٠٧.
نام کتاب : الحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 131