نام کتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي نویسنده : الصّغير، محمد حسين علي جلد : 1 صفحه : 69
لأبي عامر الفاسق
الذي أمرهم ببنائه لأنه ذاهب إلى قيصر ليأتي بجنود يخرج بها محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم من المدينة ، وكان هؤلاء المنافقون
يتوقعون وعده ، فمات قبل أن يبلغ ملك الروم ، وانصرف النبي من تبوك ، فنزل قوله
تعالى :
فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من أحرق هذا المسجد وهدمه.
وهذا السيل الجارف من النفاق كما تراه
يسلك سبلاً شتى بازاء تحقيق مآربه الضالّة ، ولا بدّ للنبيّ من الحذر منه؛ فاستخلف
علياً عليهالسلام ليحمي
المدينة من هؤلاء ، وليمنعها من غارات الأعراب ، وليقيم سنن الدين الحنيف من
ينابيعه كما يريد الرسول ، وليؤكد صلاحية الإمام علي للقيادة والمرجعية.
ومع هذا الحذر وهذه اليقظة ، وصدق
الدوافع في استخلاف عليّ على المدينة ، فقد دبّت حسيكة النفاق ، وأشاع المنافقون
ما أرادوا ، وقالوا : ما خلّفه إلا استثقالاً له وتخففاً منه ، ومتى كان علي ثقيل
الظل على رسول الله؟ ويقال : أن علياً عليهالسلام
أخذ سلاحه وتبع الرسول وهو معسكر في الجرف ، فقال : يا نبي الله زعم المنافقون أنك
إنما خلفتني لأنك استثقلتني ، وتخففت مني ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
كذبوا ، ولكن خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع واخلفني في أهلي وأهلك ، « أفلا ترضى
يا علي