نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 68
على تحدِّياتها
وتحرُّشاتها التي كانت تقوم بها بين الفينة والأُخرى ، وشاءت الأقدار أن يعرف أبو
سفيان بأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فغيَّر طريق القافلة ونجا بها ، وأرسل إلى قريش يعلمها بالأمر ..
فاستبشرت لقتال محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وخرجت بجيش قوامه ألف رجل ـ على أصحِّ
التقادير ـ وأخرجوا معهم القيان والدفوف ، وبلغت النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبارها واستعدادها للقتال ، فاستشار
أصحابه في الأمر وأحبَّ أن يكونوا على بصيرة من أمرهم ، فوقف عمر بن الخطَّاب
يحذِّره من قريش ، إذ يقول : والله إنَّها ما ذلَّت منذ عزَّت ، ولا آمنت منذ كفرت
، والله لا تسلِّم عزَّها أبداً ولتقاتلك ، فتأهَّب لذلك أهبته وأعدَّ له عدَّته.
ووقف بعده المقداد فقال : يا رسول الله
امضِ لأمر الله فنحن معك ، ولا نقول لك ، كما قالت بنو اسرائيل لموسى : (فَاذْهَبْ أنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلأ إنَّا هَا
هُنَا قَاعِدُون) ، بل نقول لك : اذهب أنت وربُّك فقاتلا
إنَّا معكم مقاتلون ، والذي بعثك بالحقِّ لو سرت بنا إلى برك الغماد [١] لسرنا معك ، فدعا له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومضى نبيُّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في طريقه إلى بدر في ثلاثمائة وثلاثة
عشر رجلاً ، وقيل بأقل من ذلك ، منهم من المهاجرين واحد وثمانون ، ومن الأنصار
مائتان واثنان وثلاثون رجلاً [٢]
، وكان معهم فرسان وسبعون بعيراً ، فبعث عليَّاً عليهالسلام
وسعد بن أبي وقَّاص وبسبس بن عمرو يتجسَّسون له الأخبار ،
[١] برك الغماد :
مدينة الحبشة ، تبعد عن مكَّة مسيرة خمس ليال من وراء الساحل. انظر سيرة الأئمة
الاثني عشر/ الجزء الأول.
[٢] تاريخ اليعقوبي ٢
: ٤٥ ، الكامل في التاريخ ٢ : ١٦.
نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 68