نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 191
وحقُ الرعية على الوالي
، فريضةٌ فرضها الله سبحانه لكلٍّ على كلٍّ ، فجعلها نظاماً لأُلفتهم ، وعزّاً
لدينهم.
فليست تصلح الرعية إلاّ بصلاح الولاة ،
ولا تصلح الولاة إلاّ باستقامة الرعية ، فإذا أدّت الرعية إلى الوالي حقه ، وأدّى
الوالي إليها حقّها ، عزّ الحقّ بينهم ، وقامت مناهج الدين ، واعتدلت معالم العدل
، وجرت على أذلالها السنن ، فصلُح بذلك الزمان ، وطمع في بقاء الدولة ، ويئست
مطامع الأعداء ...
وإذا غلبت الرعية واليها ، وأجحف الوالي
برعيته ، اختلفت هنالك الكلمة ، وظهرت معالم الجور وكثُر الإدغال في الدين ،
وتُركتْ محاجُّ السنن ، فعمل بالهوى وعطّلت الأحكام وكثرت علل النفوس ، فلا
يستوحَش لعظيم حقٍّ عُطِّل ، ولا لعظيم باطلٍ فُعل ، فهنالك تذلّ الأبرار ،
وتعِزُّ الأشرار.
فعليكم بالتناصح في ذلك ، وحسن التعاون
عليه ، فليس أحد ـ وإن أشتدّ على رضى الله حرصه ، وطال في العمل اجتهاده ـ ببالغ
حقيقة ما الله أهلّه من الطاعة .. وليس أمرؤٌ ـ وإن عظمت في الحق منزلته ، وتقدّمت
في الدين فضيلته ـ بفوق أن يعان على ما حمّله الله من حقّه ، ولا امرؤٌ ـ وإن
صغّرته النفوس واقتحمته العيون ـ بدون أن يعين على ذلك أو يعان عليه » [١] ..
وهكذا تتكامل المسؤوليات ، وتتعاضد
الأدوار ، ويستوي الناس أمام