نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 12
به [١] .. وقد بلغ من الشرف في قومه ما لم
يبلغه أحد من قبل.
وكان عبدالمطَّلب جدُّ رسول الله يكفله
، وعبدالمطَّلب يومئذٍ سيِّد قريش غير مدافَع ، قد أعطاه الله من الشرف ما لم يعطِ
أحداً ، وسقاه زمزم وذا الهُدُم ، وحكَّمته قريش في أموالها ، وأطعم في الُمحل حتى
أطعم الطير والوحوش في الجبال.
قال أبو طالب :
ونُطعمُ حتى تأكُلَ الطيرُ فضلَنا
إذا جَعَلَتْ أيدي المُفيضينَ
تَرْعَدُ
وكان على ملَّة إبراهيم الخليل
؛ فرفض عبادة الأصنام ووحَّد الله عزَّوجلَّ ، وسنَّ سنناً نزل القرآن بأكثرها ،
وجاءت السُنَّة من رسول الله بها وهي : الوفاء بالنذور ، ومائة من الإبل في الديّة
، والا تنكح ذات محرم ، ولاتؤتى البيوت من ظهورها ، وقطع يد السارق ، والنهي عن
قتل الموؤدة ، والمباهلة ، وتحريم الخمر ، وتحريم الزنا ، والحدُّ عليه ، والقرعة
، والا يطوف أحدٌ بالبيت عرياناً ، وإضافة الضيف ، والا ينفقوا إذا حجَّوا الا من
طيِّب أموالهم ، وتعظيم الأشهر الحُرم ، ونفي ذوات الرايات [٢].
هكذا كان مجاهراً بدينه ، داعياً إلى
الخلق الكريم والمبادئ السامية التي جاءت بها الاديان ، وكان له في هذه الخصال دور
لا يشاركه فيه أحد ، حتى أنَّ قريشاً كانت تسميه إبراهيم الثاني.