responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى ط- الحديثة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 475

الجارية- يعنيني- و كنت جارية وضيئة، فارعدت و ظننت أنّ ذلك جائز لهم فأخذت بثياب عمّتي زينب و كانت تعلم أنّ ذلك لا يكون، فقالت عمّتي للشامي: كذبت و اللّه و لؤمت، ما ذلك لك و لا له.

فغضب يزيد و قال: كذبت، إنّ ذلك لي و لو شئت لفعلت.

قالت: كلّا و اللّه ما جعل اللّه ذلك لك إلّا أن تخرج من ملّتنا و تدين بغيرها.

فاستطار يزيد غضبا و قال: إيّاي تستقبلين بهذا، إنّما خرج من الدين أبوك و أخوك.

قالت زينب: بدين اللّه و دين أبي و أخي اهتديت أنت و جدّك و أبوك إن كنت مسلما.

قال: كذبت يا عدوّة اللّه.

قالت له: أنت أمير تشتم ظالما و تقهر بسلطانك.

فكأنّه استحيا و سكت، فعاد الشامي فقال: هب لي هذه الجارية، فقال له يزيد: اعزب، وهب اللّه لك حتفا قاضيا.

ثمّ أمر بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة معهنّ عليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، فافرد لهم دارا تتّصل بدار يزيد، فأقاموا أيّاما، ثمّ ندب يزيد النعمان بن بشير و قال له: تجهّز لتخرج بهؤلاء النسوة إلى المدينة، و لمّا أراد أن يجهّزهم دعا عليّ بن الحسين عليه السلام فاستخلاه و قال له:

لعن اللّه ابن مرجانة، أم و اللّه لو أنّي صاحب أبيك ما سألني خصلة إلّا أعطيته إيّاها، و لدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت، و لكن اللّه قضى بما رأيت‌[1]،


[1] لست أدري بأي عبارة اجيب يزيد على أكاذيبه هذه، و دعاواه الباطلة السقيمة التي لا تنطلي إلّا على السذّج و البسطاء الذين لا يعرفون قطعا من هو يزيد بن معاوية بن هند، و ما هي أفعاله سواء في كربلاء أو المدينة أو غيرهما. نعم إنّ هذا القول- إن صح صدوره عنه- فإنّه و اللّه تعالى من مهازل الدهر التي تبقى شاهدة على أحابيل الطغاة، و أكاذيب الفراعنة الفاسدين، و إلّا فمن كان ابن زياد، و ابن سعد، و ابن الجوشن و غيرهم من شذاذ الآفاق و مزابل التأريخ، هل كانوا إلّا سيوف يزيد التي تنقاد لإرادته، و تستجيب مذعنة لمشيئته؟ بل و هل يخفى على أحد تسلسل الأحداث منذ أن هلك معاوية و حتى العاشر من محرم، و كيف كان الأمر يدور برمّته بين أصابع يزيد القذرة، و لا ينطلق إلّا منه؟

إنها دعوة صادقة للتأمّل و التدبّر مرة بعد اخرى في هذه الأحداث برمتها، ثم الحكم بعد ذلك على مثل هذه الاقوال وفق هذا الفهم السليم.

نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى ط- الحديثة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست