و من ذلك: ما رواه عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر
عليهما السلام من قوله عليه السلام لجويرية بن مسهر و قد عزم على الخروج: «أما
إنّه سيعرض لك في طريقك الأسد» قال: فما الحيلة له؟ قال:
«تقرئه
منّي السلام و تخبره أنّي أعطيتك منه الأمان».
فخرج جويرية، فبينا هو
كذلك يسير على دابّته إذ أقبل نحوه أسد لا يريد غيره، فقال له جويرية: يا أبا
الحارث، إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام يقرؤك السلام، و إنّه قد
آمنني منك، قال: فولّى الليث عنه مطرقا برأسه يهمهم حتّى غاب في الأجمة، فهمهم
خمسا ثمّ غاب، و مضى جويرية في حاجته.
فلمّا انصرف إلى أمير
المؤمنين عليه السلام و سلّم عليه و قال: كان من الأمر كذا و كذا فقال: «ما قلت
للّيث و ما قال لك؟».
فقال جويرية: قلت له ما
أمرتني به و بذلك انصرف عنّي، و أمّا ما قال الليث فاللّه و رسوله صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم و وصيّ رسوله أعلم.
قال: «إنّه ولّى عنك
يهمهم، فأحصيت له خمس همهمات ثمّ انصرف عنك».
قال جويرية: صدقت يا
أمير المؤمنين هكذا هو.
فقال عليه السلام:
«فإنّه قال لك: فاقرأ وصيّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منّي السلام» و عقد
بيده خمسا[2].
و لو ذهبنا نجتهد في
إيراد أمثال هذه من الآيات و المعجزات لطال به