[2] قال الشيخ المفيد رحمه اللّه: و لو لم يكن عبد
اللّه بن عمر ضعيف الرأي ناقص العقل لما تأخّر عن بيعة أمير المؤمنين عليه
السّلام، و أبى الدخول في طاعته و حرّم الجهاد معه و يدعه في حروبه و خذّل الناس
عنه و استحلّ خلافه و مباينته، ثمّ جاء بعد ذلك إلى الحجّاج بن يوسف الثقفي فقال
له: أيّها الأمير امدد يدك ابايعك لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان حتّى قال له
الحجّاج: و ما حملك على ذلك يا أبا عبد الرحمن بعد تأخّرك عنه؟ فقال: حملني عليه
حديث رويته عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إنّه قال: من مات و ليس في عنقه بيعة
إمام مات ميتة جاهلية، فقال له الحجّاج: بالأمس تتأخّر عن بيعة عليّ بن أبي طالب
عليه السّلام مع روايتك هذا الحديث ثمّ تأتيني الآن ابايعك لعبد الملك، أما يدي
فمشغولة عنك و لكن هذه رجلي فبايعها، فسخر منه و عبث به و أنزله منزلته.
و لعمري أنّ عبد اللّه و إن فارق
أباه في الشهامة و الفطنة فقد وافقه في العداوة لأمير المؤمنين، و مضى على شاكلته
و عادته في ذلك، انتهى كلامه.