[1] قال ابن حجر في قب[ تقريب التهذيب 1: 282/ 2485]:
و مناقبه كثيرة محمّد أمين الكاظمي.
و في تفسير الحسن العسكري عليه
السّلام[: 478- 479/ 306] عند هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انْظُرْنا وَ اسْمَعُوا وَ لِلْكافِرِينَ
عَذابٌ أَلِيمٌ: قال سعد ابن معاذ الأنصاري لليهود: يا أعداء
اللّه، عليكم لعنة اللّه، أراكم تريدون سبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ...
و أطال في تعنيفهم و توبيخهم، ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:« هذا سعد
بن معاذ من خيار عباد اللّه، آثر رضا اللّه على سخط قراباته و أصهاره من اليهود، و
أمر بالمعروف و نهى عن المنكر، و غضب لمحمّد رسول اللّه، و لعليّ وليّ اللّه و
وصيّ رسول اللّه، أن يخاطبا بما لا يليق بجلالتهما، فشكر اللّه له تعصّبه لمحمّد و
عليّ، و بوّأه في الجنّة منازل كريمة وهيّأ له فيها خيرات واسعة، لا تأتي الألسن
على وصفها، و لا القلوب على توهّمها، و الفكر فيها، و لسلكة من مناديل موائده في
الجنّة خير من الدنيا بما فيها من زينتها و لجينها و جواهرها و سائر أموالها و
نعيمها، فمن أراد أن يكون فيها رفيقه و خليطه ...» إلى آخره. محمّد أمين الكاظمي.
سعد بن معاذ هو سعد بن معاذ بن
النعمان بن امريء القيس بن زيد بن عبد الأشهل الخزرجي، أسلم بالمدينة، و شهد
العقبة الأولى و الثانية، و شهد بدرا و أحدا، و رمي يوم الخندق بسهم فعاش شهرا ثم
انتقض جرحه فمات منه سنة خمس، و كان فاضلا عابدا متدينا، و عن ابن عباس[ تهذيب
الكمال 10: 303] قال سعد: ثلاث أنا منهن رجل كما ينبغي، و ما سواهن أنا رجل من
المسلمين: ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حديثا قط إلّا علمت
أنه حقّ من اللّه، و لا كنت في الصلاة فشغلت نفسي بغيرها، و لا كنت في جنازة قط
إلّا حدثت نفسي بما يقول و يقال لها حتّى أنصرف عنها.
و عن جابر[ صحيح مسلم 4: 1915/
2466] قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم- و جنازة سعد بن معاذ بين
أيديهم-:« اهتز لها عرش الرحمن عزّ و جلّ» قال بعضهم: هو على حذف مضاف، أي اهتز
ملائكة عرش الرحمن، و كان اهتزازهم كناية عن استبشارهم بقدوم روحه الطيبة، و العرب
تقول: فلان يهتز للمكارم، و لا يعنون أنّ جسمه يضطرب، و إنّما يعنون أنّه يرتاح
لها، و ذلك مشهور في أشعارهم. ملا محمّد صالح رحمه اللّه.